الأهلي والسوبر- بين الطموح، التعاقدات، وتلبية رغبات الجمهور

المؤلف: أحمد الشمراني08.26.2025
الأهلي والسوبر- بين الطموح، التعاقدات، وتلبية رغبات الجمهور

كان بإمكان النادي الأهلي تقديم اعتذار رسمي، وهذا من صميم حقوقه المشروعة، فالاعتذار في هذه الحالة لا يرقى بأي حال من الأحوال إلى مرتبة الانسحاب الكامل من المنافسة!

كان بوسع إدارة النادي الأهلي أن تغلق هذا الباب من الاجتهادات والتكهنات، وأن تؤكد بشكل قاطع على عدم رغبة الجهاز الفني في المشاركة في هذه البطولة الهامة، وذلك لعدم اكتمال جاهزية الفريق بالشكل الأمثل والمطلوب.!

ولكن، بعد تصريح أبو الجمايل المطمئن والمبشر بقرب إنجاز التعاقدات، أصبح على عاتق الشركة الراعية مسؤولية عظيمة، وهي إتمام ملف التعاقدات الجديدة بشكل كامل ونهائي قبل سفر الفريق إلى هونغ كونغ لخوض المنافسات.

إن الفوز بكأس السوبر يمثل هدفاً سامياً وغاية نبيلة يجب أن يسعى الجميع لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة، ولهذا السبب تحديداً، لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للتأخير أو التباطؤ في إنهاء ملف الصفقات الجديدة، وذلك لتعزيز الثقة الغالية لدى الجماهير العاشقة التي تتطلع إلى تحقيق الإنجازات والبطولات.

إن هذه المشاركة الميمونة تعتبر امتداداً طبيعياً للأداء الرفيع والمستوى المميز الذي قدمه الفريق خلال الموسم الكروي المنصرم، واستناداً إلى موقعه المتقدم في جدول الترتيب العام للدوري، وفقاً للآلية التنظيمية المعتمدة رسمياً لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم، باعتباره أحد الأبطال المتوجين في البطولة، الأمر الذي يمنحه بطاقة تنافسية قوية ومميزة قبل الانطلاقة الرسمية لمنافسات الموسم الرياضي الجديد.

هذا الكلام الذي ذكرته هو جزء يسير ومقتطف من البيان الرسمي الصادر عن إدارة النادي الأهلي، والذي أوضحت فيه الشركة الراعية الأهمية البالغة لهذه المشاركة الكروية، وعبرت عن تقديرها العميق لاتحاد اللعبة على هذه الفرصة الثمينة، ومن هنا، يجب على الشركة ولجنة الاستقطابات والإنتدابات الإسراع الخطى في تلبية كافة الاحتياجات الضرورية للفريق، سواء من العناصر الأجنبية المتميزة أو من اللاعبين المحليين الواعدين، حتى لا يظهر الفريق في المنافسات وهو مكشوف الظهر وبدون دعم كاف. ولا أعتقد مطلقاً أنني هنا أطالب بأشياء ليست من صميم حقوقنا المشروعة.!

الأموال اللازمة متوفرة ومتاحة، والمراكز التي تحتاج إلى تدعيم واضحة وجلية، ولا نحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد حتى يتم التوقيع الرسمي مع اللاعبين الجدد، إذا ما توافرت الرغبة الصادقة والإرادة القوية.

في هذا الزمن الذي تسوده لغة (الكاش) والسيولة النقدية، يجب أن يتم تحديد الأهداف بدقة، والتفاوض بجدية، والتوقيع بأسرع ما يمكن، أليس هذا هو المنطق السليم..؟!

تجدر الإشارة إلى أن هناك أصواتاً معينة كانت تطالب النادي الأهلي بضرورة الموافقة على المشاركة قبل اتخاذ القرار الرسمي، ولكن بمجرد الإعلان رسمياً عن مشاركة الأهلي، انقلبت هذه الأصوات على ما قالته سابقاً، وهذا هو قدر النادي الأهلي مع بعض من جماهيره ومحبيه.!

• أخيراً: إذا أردت حقاً أن تعرف مدى شجاعة الرجل، فعليك أن تنظر ملياً إلى مقدار سخائه وعطائه.

يقول الإمام الذهبي قولاً مأثوراً: «الشجاعة والسخاء صفتان متلازمتان وأخوان شقيقان؛ فمن بخل وضيّق على نفسه بماله، فلن يجود أبداً بنفسه وروحه»!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة